يرتبط التدخين وعملية التكميم ارتباطًا وثيقًا، ولذلك أول ما يتساءل عنه الطبيب قبل العملية هو تاريخ المريض مع التدخين، حيث أن التدخين وعملية التكميم لابد أن يفصل بينهما فاصل زمني طويل.
فالتدخين له الكثير من الآثار السلبية على عملية تكميم المعدة، ولذلك سنعرض العلاقة بينهما بشكلٍ تفصيلي في السطور القادمة، حتى ينتبه كل مقبل على عملية تكميم المعدة من خطورة التدخين وآثاره الجانبية.
محتويات الصفحة:
ما هي العلاقة بين التدخين وعملية التكميم ؟
دائمًا ما يحرص الأطباء في كل مناسبة على توضيح العلاقة بين التدخين وعملية التكميم وكيف يأثر التدخين على عملية التكميم، بل وكيفية تأثيره على الصحة بشكلٍ عام، خاصة وأن التدخين يعد سببًا رئيسيًا في الإصابة بالكثير من الأمراض السرطانية كسرطان الفم والرئة والمعدة والمريء وغيرهم.
أما الآثار المباشرة للتدخين على عملية التكميم فتكمن فيما يلي:
- أول المشكلات التي قد يثيرها التدخين تكون أثناء التخدير قبل العملية، فقد يتسبب في مشكلة بالتنفس.
- قد يتسبب التدخين في حدوث الجلطات الدموية، فقد يتسبب في تجلط بالأوعية الدموية، والتي قد تؤثر بدورها على المخ.
- قد ينتج عنه ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم.
- قد يتعرض المريض لعدوى بسبب التدخين.
وبجانب ذلك فإن أبرز ما ينتج عن علاقة التدخين وعملية التكميم هي الإقامة الطويلة في المشفى بعد إجراء الجراحة، وإذا لم يكن المريض قد أقلع عن التدخين قبل العملية بوقتٍ كافٍ فإنه قد يحتاج لإقامة بالعناية المركزة حتى تتحسن حالته.
أنواع عمليات تكميم المعدة
عملية التكميم هي إجراء جراحي يهدف لاستئصال جزء من المعدة يخدم الهدف أو السبب الذي من أجله لجأ المريض لإجراء العملية، وهي إجراء غير بسيط ولذلك يستدعي اختيار طبيب ذو كفاءة عالية للقيام به دون المخاطرة بحياة المريض، وتتمثل أنواع عملية تكميم المعدة فيما يلي:
- التكميم الكلي وفيه يتم استئصال المعدة لوجود أمراض بها تمثل خطورة على المريض.
- التكميم الجزئي وفيه يتم استئصال جزء كبير منها من الأسفل؛ والذي يقدر بحوالي 60 إلى 80% من حجم المعدة.
- التكميم الجزئي المحدد وفيه يتم استئصال جزء محدد من المعدة وهو الجزء الأيسر.
وبالطبع لكل نوع من أنواع عملية تكميم المعدة غرض طبي معين، وفي عملية التكميم بغرض إنقاص الوزن، فإن الطبيب يقوم بالتكميم الجزئي، والذي يساعد في تقليل كمية الطعام فيعمل على إنقاص الوزن.
أسباب اللجوء لعملية تكميم المعدة
على عكس الفكرة الشائعة أن عملية تكميم المعدة وسيلة لإنقاص الوزن فقط، فعملية التكميم يخضع لها الكثير من المرضى الذين يعانون من أعراض أو مشاكل صحية مختلفة، وإن كان السبب الأكثر شيوعًا هو إجراء العملية لإنقاص الوزن، إلا أن هناك أسباب أخرى تستدعي إجراء عملية التكميم، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- وجود نزيف بالمعدة وخاصة الناتج عن سرطان المعدة، والذي يستدعي استئصال جزء منها.
- وجود زوائد أو أورام أو تكوينات غريبة داخل المعدة وخاصة على جدارها.
- وجود ثقب أو تهتك بجدار المعدة.
- قرح المعدة المزمنة أو الحادة.
فتلك الحالات تستدعي إجراء عملية تكميم المعدة، وبذلك نرى أن التحدث عن التدخين وعملية التكميم أمر لابد منه، حتى ينتبه المريض لخطورة التدخين قبل أو بعد التكميم.
ما قبل عملية تكميم المعدة
من الضروريات قبل عملية تكميم المعدة إجراء الفحص الطبي الشامل، والذي يشمل أولًا التعرف على المشكلة الصحية التي يعاني منها المريض، حتى يتم تحديد الإجراء الطبي الملائم، وفي هذه الجلسة يتعرف الطبيب على التاريخ المرضي للمريض، وخاصة المتعلق بالأمراض المزمنة.
وهنا تتضح علاقة التدخين وعملية التكميم مرة أخرى، حيث يسأل الطبيب عن تاريخ التدخين مع المريض، وعن محاولات الإقلاع عنه، كما يوضح للمريض المشكلات التي يسببها التدخين في مثل هذا النوع من العمليات، بعدها يعطيه قائمة من التعليمات الهامة قبل عملية تكميم المعدة، وهي تعليمات تساهم في سرعة التعافي وتجاوز مرحلة الخطر.
تأثير التدخين بعد عملية تكميم المعدة
يجب أن تمر مرحلة التعافي من عملية تكميم المعدة دون مخاطرة، خاصة وأن هناك عدد من الأعراض الجانبية التي يوجهها المريض بعد العملية، وبالتالي تكون تلك الأعراض كافية ولا يحتمل الجسم مخاطرة إضافية، من أبرز تلك المخاطر:
- خطر الإصابة بقرحة في المعدة نتيجة ضيق الأوعية الدموية وانخفاض الأكسجين في الجسم.
- خطر الإصابة بالتهابات حادة في المعدة.
- خطر حدوث تجلط بالأوعية الدموية وخاصة المتجهة إلى الساقين.
- خطر التعرض لتجلط بالرئة.
- بطء عملية التعافي من الجروح الداخلية والخارجية.
ومع هذا الكم من المخاطر فإن المنع من التدخين لا يكون بمدة بسيطة، وإنما يتوجب إيقاف التدخين قبل العملية بثلاثة أشهر على الأقل، والمدة ذاتها بعد عملية التكميم، حتى أنه من الأفضل الإقلاع عن التدخين تمامًا بعد العملية لحماية أجهزة الجسم.
ولأن في مرحلة التعافي تبذل كافة أجهزة الجسم الكثير من الجهد ليستعيد الجسم قوته في أسرع وقت، فنجد أن الإشارة هنا للعلاقة بين التدخين وعملية التكميم في غاية الأهمية، فمع التدخين يكون الجهد على أجهزة الجسم أكثر ثقلًا وخاصة القلب والرئة، مما يعرض المريض لمضاعفات خطيرة.